30 Jun
30Jun


الثقافة والهوية من منظور محمد حمودة بن ساعي 


الأستاذ بن زينب شريف، جامعة المدية

مخبر الأنساق، البنيات، النماذج والممارسات، جامعة وهران2


عند الحديث عن الفكر الجزائري، يتبادر إلى الأذهان جمعية العلماء المسلمين، و مالك بن نبي في موضوعات الحضارة والفكر الإسلامي، ونقد الاستعمار والاستشراق، وغيرها من القضايا الفكرية، إلا أننا نجد الكثيرين، يجهل العديد من المفكرين الجزائريين كانت لهم إسهامات قيّمة في عالم الفكر، وعالجوا في كتبهم أو في المجلات نشروا فيها آرائهم حول القضايا التي عاشتها الجزائر منذ احتلالها وحتى الآن، ومن بينهم عبد القادر مجاوي، عبد الحليم بن سماية، محمد بن شنب، مصطفى لشرف، جلول بن قلفاط، الدكتور عبد العزيز خالدي، البروفيسور محند تازروت و كريبع النبهاني وغيرهم من النخبة المثقفة التي مرت بصمت على حياتنا الفكرية. ونود في هذه المداخلة أن نميط اللثام عن مفكر آخر لقي نفس مصير المفكرين الذين ذكروا آنفاً وطواه النسيان، رغم أنه كان زميلاً لمالك بن نبي، بدليل أن هذا الأخير قد أشاد به كثيراً في كتاباته، إنه المفكر محمد حمودة بن ساعي، فعلى الرغم من أنه لم يخلف كتابات كثيرة، ماعدا بعض المقالات المنشورة في تلك الحقبة مثل جريدة "الصوت الأهلي la voix indigéne "بالفرنسية وجريدة "النجاح" و"الإقدام"* بالعربية وبعض المحاضرات، إلا أنه أبان عن مفكر من طينة الكبار، وقد "شكل أسلوبه ونبرته، فضلاً عن إتقانه اللغتين العربية والفرنسية، إرهاصاً لظهور مثقف ملتزم شغوف بالمعرفة ومولع بالتدقيق". فمن هو هذا المفكر الذي عبّر ذات يوم عن نفسه بألم وحسرة في سنة 1983عندما كتب قائلاً: "أصبحت غريباً في وطني مظلوماً مُهاناً مخذولاً"؟ وما موقفه من القضايا الفكرية التي طرحت في العشرينيات من القرن الماضي وإلى ما بعد الاستقلال؟ وكيف ساهم مع غيره من النخبة المثقفة، بمختلف تياراتها وتوجهاتها، في تلك الحقبة من تاريخ الجزائر في مجابهة مخططات الاستعمار الفرنسي في طمس ثقافة وهوية الشعب الجزائري؟

محمد حمودة بن ساعي (1902-1998)

 هو محمد بن أحمد ابن ساعي العاشوري النموشي ولد بباتنة في 07/10 /1902م من أب كان يشتغل موظفاً بسيطاً لدى أحد الموثقين الفرنسيين بباتنة. التحق في طفولته بالمدرسة الكبرى (la grande médersa) – "هذه المدرسة كانت مؤسسة تابعة للدولة وكان الولوج إليها يتم عبر مسابقة اختيار. كان التدريس فيها يتم باللغتين خلال أربع سنوات. والمواد باللغة الفرنسية كانت مطابقة للتي تُدرس في الثانويات (دون اللغات القديمة الإغريقية واللاتينية)، أما المواد باللغة العربية فكانت ذاتها التي تدرس بجامع الزيتونة" ، كما كان يَحْضُرُ دروس التوحيد (من رسالة التوحيد الإسلامي) في الزاوية "السنوسية" لسيدي فتح الله التي كان يلقيها الشيخ بن لعابد، ثم بدأ يواظب على حضور دروس التربية التي كان يلقيها العلامة عبد الحميد بن باديس أمام العامة بمسجد سيدي لخضر بقسنطينة، بعد صلاة العشاء، ومن هذه الدروس كما يقول في كتيبه الذي يحمل عنوان "في سبيل عقيدتي مهداة لروح الشيخ عبد الحميد بن باديس"* حفظ في ذاكرته تعليقاً على الأحاديث الأربعين النووية والتي يقول عنها " أنها كانت تؤثر بصورة خاصة لأنها كانت تخاطب إحساسي وكانت تلخص لي في إيجازها ووضوحها الأخلاق الإسلامية"، وكان يطالع باهتمام جريدتي "المنتقد" و"الشهاب" ، اللتان كان يصدرهما العلامة عبد الحميد بن باديس سنة 1925 بمعية ثلة من العلماء الأجلاء أمثال الطيب العقبي وأبو اليقظان ورضا حوحو وخبشاش محمد الصالح وغيرهم لتنوير الشعب الجزائري أولاً الذي كان يئن تحت نير الجهل والأمية بسبب سياسة التجهيل التي انتهجها المستعمر الفرنسي لعقود طويلة من الزمن، والاهتمام ثانياً بنقل أوضاع شؤون الأهالي عبر الولايات والمداشر والقرى والبلديات، وذلك بتصوير واقعهم ونقل همومهم واستغاثاتهم وسوء أوضاعهم المعيشية وازدراء المستعمر الفرنسي لهم. وكان المفكر حمودة بن ساعي يذهب لرؤية الشيخ عبد الحميد بن باديس بمكتبه الواقع في شارع أليكسيس لامبير بقسنطينة ليطرح عليه أسئلة كانت تراوده، وكان يجيبه بلطافته المعهودة ويعطيه شروحات وافية كما يصفه في كتابه المذكور آنفاً.

سنحاول استجلاء قيم المواطنة والهوية في فكر محمد حمودة بن ساعي سواء من خلال المقالات التي كتبها في خضم النضال السياسي والصراع الفكري خلال سنوات العشرينيات والثلاثينيات من القرن المنصرم، أو من خلال المواقف التي تعرض لها خلال تواجده بباريس، وحتى من خلال الشهادات التي قيلت في مميزات شخصيته من قبل شخصيات فكرية جزائرية عايشته عن قرب. فأول دليل على أن المفكر حمودة بن ساعي متشبع بالقيم الوطنية والإسلامية هو أنه خريج مدارس "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" وكانت تربطه علاقة قوية بشيخه عبد الحميد بن باديس، وقد ذكرنا سابقاً كيف أنه كان يواظب على حضور دروس التربية الإسلامية التي كان يلقيها الشيخ في المسجد. ومن هذه الدروس تعرّف على حضارة الإسلام وتاريخه وعلى معاني آيات القرآن الكريم، والتي كانت الأساس المتين في كشف ألاعيب الإدارة الفرنسية في القضاء على الهوية العربية الإسلامية للشعب الجزائري، وكانت هذه الدروس السلاح القوي الذي جابه به أباطيل المستشرقين في السوربون لتزييف حقائق الإسلام.

وإذا كنا قد ذكرنا آنفاً الحقد الدفين الذي أبداه المستشرق لوي ماسينيون تجاه حمودة بن ساعي، ما هو إلا اعتراف غير مباشر بيقظة وتصدي هذا المفكر الجزائري الأصيل لمخططات المستعمر الفرنسي في محاربة الإسلام واللغة العربية في الجزائر. حيث اتهم ماسينيون حمودة بن ساعي بالتعصب والعداء لفرنسا واللغة الفرنسية في الجزائر. ونظراً لمحاضراته في أوساط الجالية المغاربية بفرنسا التي يدعوهم فيها إلى التمسك بهويتهم الوطنية وبمقومات شخصيتهم الإسلامية ونشاطاته كنائب رئيس" جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا" التي جعلت من بين أولوياتها محاربة سياسات نشر البربرية واللاتينية والتنصير والفرنسة في شمال إفريقيا، ومساهمته النشطة كذلك في إنشاء "نجم شمال إفريقيا المجيد"، أضحت الإدارة الفرنسية تنظر إليه كزعيم "متمرد من شأن أفكاره أن تهدد نظامها، بفعل آثارها على نخبة الأهالي. كما أنه كان يثير المخاوف لأنه من طينة المثقفين الذين لا يمكن أن يلينوا أو يستكينوا للقيم الاستعمارية أو يخضعوا لها". ففي الوقت الذي غدا فيه بعض مثقفي المغرب العربي في تلك الفترة* في فرنسا اندماجيين وتغريبيين وسائرين في فلك الاستعمار الفرنسي، بقي حمودة بن ساعي رغم قساوة الظروف عليه جزائريا وطنيا ومسلماً.

 الثقافة والهوية في كتابات بن ساعي: 

 على قلة كتاباته المنشورة في الجرائد التي كتب فيها في عشرينيات القرن الفائت، وأبرزها جريدتي "النجاح" و"الإقدام"، حيث تمتاز هذه الكتابات بأنها تتناول المواضيع الفكرية والدينية، ومن خلال هذه الكتابات يظهر جلياً تكوينه الإسلامي الذي شكّل له الدعامة الأساسية في الانخراط في الحياة الفكرية والسياسية فيما بعد، على ضوء مشروع وطني إسلامي حداثي، لأنه مفكر مزدوج اللغة، إضافة إلى اطلاعه الواسع على الفكر الإسلامي والغربي على حد سواء.

المقال الأول يحمل عنوان "سراب السياسة والدعوة إلى هداية القرآن" والذي نشره بن حمودة في جريدة "النجاح"*، فما يلاحظ أنه بدأ مقاله هذا بعبارة "أخي المسلم المتنور"، فهذا إشارة إلى تكوينه الإسلامي البعيد عن التعصب والغلو، وفي المقال يؤاخذ بشدة السياسة التي تنفصل عن حياة الناس وينتقد السياسي الذي يعيش في برجه العاجي والذي هو مفتون بخطابات "ديموستين" و"بريكليس" حيث تجعلنا هذه الخطابات "نفوسنا تهتز طرباً وصحنا من غير تردد: إن السياسة هي الحياة"، ولكن إذا اختبر الإنسان الواقع وجد السياسة سراب كاذب، ويرى أن السياسة ليست من طبيعة الإنسان، بل هي من العادات المكتسبة، رغم ميل الإنسان الشديد إليها، وفي هذا الصدد يقول:" فما هي طبعاً وعادة إلا مظهر عملي للطبائع والعادات، فالسياسة البشرية صادرة عن البشرية، إذن فما هي إلا أغراض ومصالح وأهواء"، فما الهدف من السياسة في نظر حمودة بن ساعي إلا تحقيق لأغراض ومصالح وأهواء شخصية دنيئة، ولهذا فالثقة فيما يقوله السياسيون "إلا غرور، والاعتقاد بما تزعمه من الإصلاح للحياة الدنيا والإسعاد للناس فيها وهم وضلال"، ويحدد المفكر حمودة بن ساعي تعريفان للسياسة، تعريف أهل الفكر الذين يرون أنها خدمة المصالح الوطنية العامة، وهناك ثانيا تعريف أهل الواقع الذين يرون أنها وجدت من أجل خدمة الحياة الدنيا. ثم يذكر لنا جملة المفكرين الغربيين الذين أنكروا السياسة وشنعوا المشتغلين بها ومن هؤلاء ذكر كل من: أوغست كونت، شارل رونوفيي، هيبوليت تان وهيجل الألماني، فخير حل لصون النفس عن مساوئ السياسة هو اعتناق نزعة "الابسونتييسم abstentionnisme" التي تدعو إلى الامتناع عن التصويت، والميل إلى هذه النزعة يعززه في نظر حمودة بن ساعي فكرة "أن تعاطي السياسة أكثر ضرراً وأقل نفعاً من تركها"، لكن ترك الاشتغال بالسياسة يعد في نظر محبيها قنوط وركون إلى الخمول والاستسلام للواقع، وإعاقة لمن يحب تحقيق المعالي، غير أن تحقيق المعالي في السياسة، هو في نظر حمودة بن ساعي سعي وراء الجاه وإرادة للتسلط ورغبة في التوسع واتخاذ الغير كمطية لتحقيقها. إن السياسة الحقيقية عند المفكر حمودة بن ساعي تتجسد في طموحات كبار العلماء والزعماء من الغرب والشرق لخدمة الإنسانية ويضرب لنا مثالاً عن ما حققه كل من باستور، القديس فانسان دي بول، موريس باريس، أبراهام لينكولن وروبيرت أوين ومحمد عبده غيرهم، فالعمل الصالح والأخلاقي في جميع المجالات هو الذي يخدم البشرية جمعاء لا السياسة المدنسة، وإذا احتاج هذا العمل الإنساني إلى السياسة، فما هي "إلا سياسة التعاون للمبررات والتعاضد لإذلال مصاعب الحياة، التشاور لجمع التجارب والمعلومات واختيار الأكفاء المخلصين بضروب الامتحانات"، وباعتبار أنه خريج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فإنه يرى أن المفهوم الصحيح للسياسة هو ما جاء به القرآن الحكيم، ولهذا يعمد إلى تفسير الآيات الكريمة تفسيراً اجتماعياً عصريا مُحكما، فالسياسة النبيلة تتجسد في المبدأ القرآني القائم على الشورى وليس في الانتخاب المطبق عندنا، فعندما يقول المولى عزّ وجل "وأمرهم شورى بينهم" فالشورى هي غير الانتخاب، "لأنها لا تنتج تسلط الأكثرية على الأقلية، ذلك التسلط الذي يلجم الضعيف المحق ويثير العداوات، ولأنها لا تقتضي الاستهواء والإفساد والتفريق"، إذن فالمفكر حمودة بن ساعي ينهل التعريف الصحيح للسياسة من منبع الدين الإسلامي وهو القرآن الكريم، أي يعود إلى الحضارة العربية الإسلامية ليستمد منها القيم السامية للسياسة الأصيلة، ويرفض بالمقابل التعريف وطرق ممارستها الغربيتين. ونظراً لتمكنه من معاني الآيات الكريم فإنه قد وظفها في إطار تحديده لمعنى السياسة وممارستها، وفي هذا الإطار يرى أن الآية الكريم "فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" فإتباع أحسن الأقوال يستلزم في نظره "ترجيح الأصلح علما وأدباً لإدارة المصالح العامة". أما التواصي بنوعيه الموجود في الآية الكريمة "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" فيفسره على أنّ له مقتضيات، منها ما هو أدبي كضبط الأهواء والزهد في الحظوظ الفانيات، ومنها ما هو علمي كالاستنارة بأصح ما تنتجه العقول أو تثبته العلوم. فبعد أن حدّد لنا معالم السياسة في القرآن الكريم، يصل إلى فكرة جوهرية عنده وهي أن السياسة الأصيلة، لا تكمن في مفهومها الغربي والقائم على تكوين الأحزاب والدخول في معمعة الانتخابات والتي لا تخدم الإنسانية إطلاقاً، بل تزيد من عذاباتها، بل تتجسد في السياسة القرآنية التي "مبادئها أخلاقية وغاياتها إنسانية وأساليبها علمية"، وهو هنا يفرق بين مصطلحين "سياسة قرآنية و"السياسة الغربية" فإذا كانت "سياسة قرآنية تخاطب فينا أشرف الميول والعواطف وستلزم منا التواضع والتضحيات، وتدعونا إلى جعل فخارنا في خدمة العدل والسلام والمؤاخاة، فإن "السياسة الغربية" على النقيض من ذلك تماماً فهي تخاطب فينا أبخس العواطف، وتستلزم من الطمع وحب الرئاسة، وتدعونا إلى نيل المناصب والألقاب بأي طرقة كانت. ويختتم مقاله بفكرة تنم عن مدى تمسكه بقيمه الإسلامية واعتزازه برسالة القرآن الخالدة، حيث يقول: "إذن فمن النزاهة أن نتمنع عن كل سياسة لا تتفق وروح القرآن، ومن إصابة الرأي أن نقول بإفلاسها، ومن الواجب علينا أن نستبدلها بالهداية الإسلامية التي تتضمن سياسة هي أوفق من غيرها لحالتنا الأدبية والاجتماعية". ويرى مالك بن نبي أن حمودة بن ساعي قد نجح بالفعل وباقتدار "من أن يستخلص من القرآن مبادئ "سياسة النصر"، أقول اليوم "سياسة الفاعلية" وأن يجمع الكل في شكل أدبي لم يعتد عليه العلماء الجزائريون"، إن هذا التنظير للسياسة القرآنية هي التي جعلت ماسينيون يكنّ له الحقد ويسلك كل السبل ليحطم مساره الفكري الواعد، وقد نجح في ذلك بالفعل.

أما في مقال آخر والذي يحمل عنوان "الإسلام دين العدالة" والذي نشره حمودة بن ساعي سنة 1949 بجريدة "la République Algérienne" وهي إحدى الجرائد التي أسسها فرحات عباس. فيرى فيه أن المخرج الوحيد للإنسانية مما تتخبط فيه من مشاكل ناجمة عن تسلط أقوياء العالم هو الإسلام، حيث يطرح السؤال التالي:"لماذا تبدو قيم الصوفية والفلسفة والعلم التي تشكل العمود الفقري الروحي للعالم الغربي، أمام امتحان الواقع غير فعالة بشكل محبط ودون قيمة وكاذبة"، وهنا يبحث حمودة بن ساعي عن "ملح الأرض" كما يقول الإنجيل، ذلك الملح الذي يحافظ على الأرض، من فساد لا علاج له في صيدلية الغرب الفكرية والأيديولوجية، إن ملح الأرض، كما يرى حمودة بن ساعي موجودة في الدين الإسلامي، وبعد أن يلجأ إلى التاريخ الإسلامي ليسرد لنا إحدى قصص عن سماحة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع رعيته، وعن عدل الخليفتين من بعده أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب، يصل إلى القول: "في سماء تاريخنا، تبقى هذه الأسماء الثلاثة ذات التألق الصاعد: محمد "الأمين"، أبوبكر "الصديق" وعمر "الفاروق"، تبقى أبداً الرموز لأسمى الفضائل الإنسانية: الضمير، الاستقامة، العدالة"، فهذه الفضائل الإسلامية النبيلة هي ملح الأرض، والمنقذ للبشرية، ولو قدر لهذه الفضائل الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم ومن سيرة نبيه الكريم وخلفائه الراشدين من بعده، أن تسود عالمنا المعاصر، كما يرى المفكر حمودة بن ساعي، لتحققت على الأرض مدينة الأخوة التي تمناها بكل قوة نخب العالم.

ما نأسف له في نهاية هذا المقال هو أن التاريخ كان يعد لنا بمفكر إسلامي جزائري كبير، يعيد لنا قراءة القرآن الكريم والسيرة النبوة الشريفة والتاريخ الإسلامي برؤية حداثية عصرية، وينظّر للعالم الإسلامي للنهوض من كبوته التي طال أمدها، ولكن مخابر الكولونيالية وأدت هذا الحلم في مهده. لا يكون التفكير في الجزائر و مستقبلها من دون إعادة التفكير في تاريخها و تاريخ مفكريها على اختلاف مشاربهم، فالمستقبل للجميع و الجزائر تسع الكل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة