14 May
14May

الحلقة الثالثة حول المفكر البخاري حمانه : معجم المشتغلين بالفلسفة في الجزائر

تقديم وتسجيل : الأستاذ العربي ميلود



دفاعا عن الفلسفة


بقلم المفكر البخاري حمانه، 

كتاب تأملات في الدنيا والدين (2012)

مخبر الأبعاد القيمية للتحولات الفكرية والسياسية في الجزائر



الفلسفة مؤثرة وخطيرة لأنها تدفع إلى التساؤل وتتطلب الوضوح في كل شيء ، والتساؤل يدفع إلى الحوار والحوار يدفع إلى الطرح الموضوعي للقضايا والمشاكل ، والطرح الموضوعي لها يدفع إلى مواجهتها بأسلوب منهجي ، والمنهجية أعمق ثورة عرفتها الإنسانية إلى اليوم، "لأنها الوحيدة القادرة على تعليمنا شيئا جديد" ومن ثم فهي أخطر أداة فكرية توصلت إليها الإنسانية على يد الفلاسفة بالذات ، من أمثال ابن رشد وديكارتوبيكون وغيرهم واستطاعت أوروبا بعد ثورتها على المنطق الصوري الأرسطي أن تحقق بها نهضتها وتفوقها على بقية الإنسانية في كل الميادين.(...) وإذا كانت تلك أهمية الفلسفة فإنه من حق البعض أن يتساءل عن أي فلسفة نتحدث ؟ .
إن الفلسفة التي نريد ونقصد لا يمكن أن تكون ، اعتبارا لكل ما تقدم ، فلسفة من أجل التفلسف، بعيدة عن الواقع اليومي لجماهيرنا أو متعالية عن مشاكلها اليومية ، وعن طموحاتها المقبلة، تماما كما لا يمكن أن تكون نقلا أو تكرارا لمقولات أو أفكار أجنبية نستوردها. (...) الفلسفة التي نريد ونقصد فلسفة يجب ان تنبع من أعماقنا حتى تكون قادرة على التعبير عن آمالنا وعلى التوفيق بين ماضينا وحاضرنا ، دون جمود في زوايا الماضي ، أو اندفاع غير واع وراء المستقبل. فلسفة تضمن اصالتنا وتفتحنا في الوقت نفسه على مختلف الفلسفات والثقافة والعلوم العالمية ، فلسفة قادرة على تمكيننا من معايشتها، (هنا والآن،)(hic et nunc) ، فلسفة تحيي كل إيجابيات ماضينا وتتفاعل بعمق مع كل معطيات حاضرنا لتمكننا من استيعاب علوم عصرنا وفقا لمنظورنا الحضاري ومن العمل المبدع للاسهام في التقدم العلمي والثقافي والانساني ... فلسفة تجد فيها الفكرة المبدعة ، والوردة الجميلة، والكلمة الحلوة ، واللوحة الفنية ، والنغمة العذبة مكانها ومكانتها إلى جانب الطائرة ، والصاروخ والمصنع .فلسفة تواجه ثالوث التخلف والقمع والتبعية.فلسفة تهز التراث هزا. لتتمثل كل إيجابياته على ضوء الواقع وتحدياته المتعددة والمتجددة، دون الذوبان فيه.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة