جائحة كوفيد-19 في الجزائر : مقاربة ديموغرافية لواقع و افاق هذه الجائحة
د.راشدي خضرة/ د.هاشم امال
قسم الديمغرافيا، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة وهران2
ليس من السهل دراسة و تحليل انتشار و تطور وباء معين لازال قائما، و لكن من الضروري محاولة فهم سلوك هذا الوباء لمعرفة سبل الوقاية منه و بالتالي تجنب تبعاته الاجتماعية و الاقتصادية. و بمقاربة ديموغرافية و إحصائية، سنقوم بدراسة تفشي جائحة كوفيد-19 في الجزائر عن طريق تحديد العوامل خاصة الديموغرافية المساهمة في انتشاره وزيادة معدلات الوفيات و العوامل المساعدة على كبحه و التقديرات المحتملة للحالات.
اعتمدنا على الاحصائيات التي اعطتها منظمة الصحة العالمية و المواقع الرسمية الخاصة ببعض الدول و المنظمات والهيئات الصحية . و محليا أي في الجزائر اعتمدنا على الاحصائيات التي بثتها دوريا وزارة الصحة الجزائرية .كما اعتمدنا على المنهج الاحصائي و بعض الأساليب البسيطة كالنسب و التمثيلات البيانية و كذا أسلوب ARIMA الاحصائي لتقدير الحالات مستقبلا.م ما سمح للوصول الى النتائج التالية :
-رغم انها تسجل اعدادا اقل من الإصابات مقارنة بدول سجلت معها أولى الحالات في نفس التوقيت كفرنسا مثلا الا أن الجزائر تسجل أعلى معدل للوفيات رغم انخفاض أعدادها(9.7%). و بعدما استقرت الوفيات نحو الانخفاض و ارتفاع عدد المتعافين الا أن عدد الحالات يعرف عودة نحو الارتفاع بسبب التخفيف من إجراءات الحجر و التي تراخى فيها المواطنين عن التقيد بالاحترازات الضرورية .
- وجدنا ان خصائص المصابين و المتوفين تكاد لا تختلف كثيرا عن تلك الملاحظة في اغلب دول العالم . فاكثر من نصف المصابين هم من الذكور و بمتوسط عمر قدره 56سنة .كما وجدنا ان اكثر من نصف المتوفين من الذكور و يشكل المتوفين في الاعمار المسنة ( 60 فاكثر) حوالي 75 % من المتوفين و كان متوسط عمرهم هو 72 سنة .
- بينت التقديرات ان الحالات ستستمر في الارتفاع بشكل سريع مقابل انخفاض في عدد الوفيات و ارتفاع بطيء في عدد المتعافين مما سيرفع نسبة النشيطين الى حوالي 54% من مجموع الحالات و هو ما سيشكل مزيدا من الضغط على الكوادر و الهياكل الطبية و استمرار ظروف الحجر الصحي التي ستأثر حتما على الحياة الاجتماعية و الاقتصادية للمواطنين .
و عليه نوصي بالنظر الى هذه التوقعات ، الى عودة الحجر الصحي كليا و لمدة محدودة كافية للحد من تفشي الجائحة واستعمال طرق صارمة كمعاقبة المخالفين للحجر وشروطه بالتحذير و فرض الغرامات .أما في حالة التخفيف فنوصي بأخذ التدابير الكافية لحماية المواطنين عن طريق خاصة التوعية المستمرة و توفير الوسائل اللازمة لذلك.