07 Jun
07Jun

التنشئة الاجتماعية للطفل و وسائل الإعلام اثر جائحة كورونا


 الأستاذة جميل نسيمة، قسم الإعلام والاتصال، جامعة وهران1

مخبر الأنساق، البنيات، النماذج والممارسات، بجامعة وهران2


(فيديو) في إطار أسبوع الطفل_" التنشئة الاجتماعية للطفل..." 


"تحدثوا مع أطفالكم على فيروس كورونا"هي أول رسالة لليونيسيف في محاولة لنشر الوعي عند الأسر إثر جائحة فيروس كورونا. يتعرض الاطفال  عبر وسائل الاعلام لكم هائل من المعلومات المنقحة و غير المنقحة، الصحيحة و الاقل صحة... قد تؤدي الى بعض الانحرافات السلوكية و التوترات لدى الطفل لا نزال نلاحظ نتائجها ولو أن القضية كانت و لا تزال محل اهتمام الباحثين في العديد من المجالات المعرفية (أعلام، علم نفس، سوسيولوجيا...الخ و السؤال الذي قد يطرح بصفة تلقائية   ما هو دور الأسرة كطرف ثالث و   كوسيط فعال  بين وسائل الإعلام والطفل من حيثالتنشئة الاجتماعية والصحة النفسية؟إن "التنشئة الاجتماعية" هي عملية تستخدم في تنمية سلوك الفرد طبقا لمعايير المحيط الذي يعيش فيه، من خلال نشر ثقافة المجتمع، إذ يتم الارتقاء من الكائن العضوي إلى الكائن الاجتماعي، كما تعتبر أسلوب للتعليم والتعلم والتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى اكتساب الفرد سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار معنية.[i] 

يترعرع الطفل وسط الاسرة التي تعرضت و لعدة سنوات لمحاولات "الهدم"  " و الاستئصال " من العديد من "المفكرين" بحجة "الفردانية الرأسمالية" و بعض المقاربات الحتمية التي استشرفت "زوال الاسرة" كمركز ثقل أساسي في التنشئة الاجتماعية. لتأتي جائحة "كورونا" وتسقط العديد من هذه "الاطروحات" و التي كانت و لزمن قصير "مقدسة" لدى العديد. 

و كأن "الحجر الصحي" جاء ليكرس مبدأ  الرجوع الى الاسرة نواة كوسيط و مرجعية اجتماعية ثابثة.


تفشي فيروس كورونا وفرض الحجر الصحيتسبب في خلق ضغوطات نفسية على الأطفال الذين قد لا  يستوعبون  كل التغيرات التي تجري حولهم، فالانقطاع عن المدرسة والزملاء وكل نشاطات الحياة الطبيعية خارج البيت، جعل من دور الاسرة و الاباء يتزايد أمام هذهالتحديات جديد لأداء أدوار "جديدة" غير اعتياديةو التأقلم مع أنماط الحياة الجديدة، حيث يصرح مستشار الصحة النفساني الناصر النصيري[ii] أن " الأطفال يدركون بحسهم الفطري أن تغييرا هاما يقع في حياتهم لكن أغلبهم حسب سنهم غير قادرين على تحليل الواقع وفهم ما يجرى فيتجهون مباشرة للتمرد وطرح الأسئلة "هنا يكمن دور الوسيط الذي يؤديه الأبوان في محاولة شرح كل ما ينشر حول فيروس "كورونا" عبر وسائل الإعلام وتبسيطه للطفل مع مراقبة ما يمكن التعرض إليه من برامج توعوية مثل الحملات التحسيسية. و  انتهاج عملية اقناع مستمرة للطفل مع ازدياد الصعوبة  باستمرار الازمة.  

 

يمكن "للوسيط" (الابوان) أن يعتمدا في  مهمتهما "البيداغوجية" "الجديدة" على وسائل الاعلام و التي بدورها أصبحت تساير هذه الجائحة من خلال شبكة برامجية موجهة للأطفال كالبرنامج الأردني "حريصة شو" الذي يقوم على دمية تمثل طفلة أردنية واسمها حريصة تتساءل دائما عن مشكلات المجتمع والطفل والأسرة، وخصص المخرج عدة حلقات من البرنامج لأزمة كورونا وتداعياتها على الطفل بهدف تمرير رسائل توعوية موجهة للطفل.

 

إن جائحة "كورونا" جاءت لتعري العديد من المعتقدات و "المقدسات"  و تعيد الاعتبار تحيي بعض المفاهيم و الاطروحات التي "تجاوزناها" عن قصد أو غير قصد بحجة أنها "مستهلكة" أو غير قابلة لعصر "ما بعد الحداثة" وكأننا أمام مقاربات "تسويقية" أكثر من ما هي انسانية.

 



 

 

-(1) حامد عبد السلام زهران، علم النفس الاجتماعي، علم الكتاب، القاهرة، 1984، ص، 243.

 


-(https://www.bbc.com/arabic/trending-52664960-(2

 


 

 

 [1]-حامد عبد السلام زهران، علم النفس الاجتماعي، علم الكتاب، القاهرة، 1984، ص، 243.


[2]- https://www.bbc.com/arabic/trending-52664960

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة