إن تجلي الصراع والتعارض بين المادية والروحية وامتداد مظاهره إلى مسائل وجودية أعمق أدى إلى إعادة البحث والتفكير في طبيعة الحياة والمعرفة عموما، مثّلها بقوة روحانية يمكن إدراكها أو حتى التعريف بها من خلال عالم الشعور وحده والذي يحمل المعنى الحقيقي للوجود بحيث يجعل الإنسان في إتصال تام بالحقيقة، حيث أن إدراك الأشياء الظاهرة لا يحمل في طياته إلا أبعاد ظاهرية لهذا الوجود بعيدة كل البعد عن المعنى الفعلي للوجود. فهذا الأخير ثاو بشكل مطلق في ثنايا التجربة الشعورية، فالإحساسات والأفكار وأنماط الشعور المختلفة هي التقسيمات الفعلية لهذا الوجود أو هي الوجود بعينه، وبالتالي يمكن من خلال هذه الرؤية الوجودية أن نعرف الحياة بأنها ظاهرة شعورية، وفكرة الآلية والحتمية قد لا تناسب البحث أو التحليل أو حتى التأمل في المناحي المتعددة للحياة.

اقرأ المزيد
0 تعليقات
تم عمل هذا الموقع بواسطة