إن التأويل، ليس لديه الدور الذي يلعبه في خدمة قيمة الحقيقة للخطاب فقط، بل لديه كذلك مهمة بيداغوجية هامة، وذلك لتسهيل الولوج إلى معناه (الخطاب) لدى العامة. ذلك هو محتوى هذا المقال الذي نقدمه هنا، لرصد التحول التاريخي للهرمنيوطيقا، أو فلسفة التأويل، وبالتالي الوقوف على تحولها المفهومي منذ العصر الكلاسيكي إلى يومنا هذا، وما هي الثورة التي أحدثها هذا المنهج في التعامل مع النصوص، خاصة في مجال العلوم الانسانية؟ إذا ما عرفنا أن البدايات الأولى للهرمنيوطيقا كانت مع رجال اللاهوت. كما نقف على رصد أهم المنظرين لها ابتداء من العصر الكلاسيكي (مارتن لوثر) مروراً بشلايرماخرSchleiermacher، فيلهلم ديلتايWilhelm Dilthey، هيدغرHeidegger، غاداميرgadamer، وأخيرا ريكورRecœur. إذا فالهرمنيوطيقا كأداة تحليلية هي التي تتناول بالدرس معضلة تفسير النص بشكل عام، سواء كان نصا تاريخيا أم نصا دينيا، وتركز اهتمامها على علاقة المفسر بالنص.

اقرأ المزيد
0 تعليقات

يمثّل السكن بالنسبة للكائن البشري نمط وطريقة حياة، لكون الإنسان كائن اجتماعي، فهو يتوقّف على حضارة الجماعة، جماعة محدّدة ليس فقط تقنيا واستتيقيا بل وأيضا سياسيا وأخلاقيا. لكن أيّ نوع من الجماعة الإنسانية يمكن أن تضمن وتوفّر لجميع السكان أفضل شروط الحياة ؟ للإجابة على هذا السؤال تبدو العودة إلى الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي هنري لوفيفر Henry Lefebvre (1901-1991) ومؤلّفه "الحق في المدينة" ضرورية لمساءلة طريقة السكن في المدينة، والكشف عن عمومية الحق في استخدام الفضاء المديني، وذلك انطلاقا من التركيز على تحويل اليومي وإنتاج الفضاء ضمن بعد "إقليمي" هو المجتمع الحضري. وفي نقده للمدينة وللحياة اليومية ارتكز لوفيفر على نقد علم الدلالة البنيوي الذي هيمن على الخطابات العلمية في تلك الفترة (1968)، حيث ربط بين نقد المدينة ونقد البنيوية اللسانية، ما جعله ينتقل من فلسفة للمدينة إلى هرمينوطيقا للمدينة، رغم أنه لم يستخدم لا مصطلح الهرمينوطيقا ولا مصطلح التأويل بل اكتفى بما يسمّيه "فكّ رموز" النص الاجتماعي. نهدف من وراء الورقة البحثية إلى الانفتاح على فلسفة هنري لوفيفر حول المدينة، من الحق في المدينة باتّجاه تأويل المدينة كنصّ اجتماعي.

اقرأ المزيد
0 تعليقات
تم عمل هذا الموقع بواسطة