" الفلسفة لن تكون أي شيء إن كانت لا تحمل توقيع مبدعيها " ترجع أهمية موضوع العمل في فلسفة "جيل دولوز" إلى أنه يلقي الضوء على أحد المفاهيم الأساسية في اشتغال دولوز والمتوجه نحو قراءة الفلسفة لنفسها، الطموح الذي عملت نحوه الفلسفة بدأب خلال فترات مختلفة من تاريخها، من خلال فلاسفة لا جدال حول إسهامهم الفلسفي ويمكن التمثيل لذلك بكل من عمل هيدجر : "ما الفلسفة؟" وهوسرل : " الفلسفة علما دقيقا"."جيل دولوز" بكتابه الموسوم : " ما هي الفلسفة؟ "وضع حد لكل محاولات إنهاء الفلسفة، ونفي عبارة "موت الفلسفة" أو تجاوز الميتافيزيقا، محاولا ربط العناصر الوظيفية (العلم) والمفاهيم (الفلسفة) والأحاسيس ( الفن) أي الأشكال الثلاثة للفكر على صعيد المحايثة، فالفلسفة لديه تظل وظيفة راهنة تماما في "خلق المفاهيم "، ومن هذا التعريف المثير "الفلسفة إبداع المفاهيم" أردنا الإجابة عن التساؤلات العديدة: - ما دور الفلسفة في إطار التقدم العلمي والتكنولوجي؟ - كيف يمكن أن تكون فيلسوفا في عصر تحول فيه الإنسان موظف للتقنية ؟ - ما هو أفق ومستقبل الفلسفة في وسط عالم الرقمنة ؟ وأخيرا ما دور الفلسفة في عصر التفسير الآلي والتقني على مختلف المستويات؟ على أن جاء التغيير مع دولوز في مسألة استخدام الفلسفة لإبداع المفاهيم، وكأنه تحدِ للحيرة ومجاهدة للوعي إطلاقا، لكشف حقيقته واجدا لنفسه أرضا أخرى ومسطحا آخر ليمارس كينونته ووجوده على نحو مغاير معلنا في ذلك مفهوما آخر للفلسفة ووظيفة أخرى للتفلسف. قد يصعب قراءة جيل دولوز لتداخل اهتماماته الفكرية، لكن فكره يظل راهنيا، لا لكونه يجيب بكيفية مباشرة عن كل إشكالات العالم، لكنه يقدم كيفيات جديدة للتخلص من عبأ الصورة الكلاسيكية التي هيمنت على الفكر الإنساني والانفتاح على الممكن بإبداع صورة جديدة للفكر تستجيب للراهن، وهنا تكمن ضرورة تقديم دراسات عربية عن هذا الفيلسوف، فالعالم العربي في حاجة ماسة إلى هذه المساحات المضيئة في التاريخ الإنساني لا لمجرد إستنساخها.

اقرأ المزيد
0 تعليقات
تم عمل هذا الموقع بواسطة