يعد تتبع انتشار فيروس كورونا أمرا صعبا ضربا من المستحيل، فقد إنتشر عالميا، انه الوباء المفاجئ (الجائحة)، بالرغم من إصدا منظمة الصحة العالمية لإستراتيجية عالمية بشأن الأنفلونزا 2018-2030 و رسمت من خلالها الخطوط العريضة لتأهب للوباء و الوقاية منه و مكافحته إلا أن إندلاع الجائحة في ديسمبر2019 أصبح لا مفر منه فكان ولا يزال الأكثر فتكا بالبشرة في تاريخ الأمراض المعدية محطما بذلك كل اليقينيات أهمها الأمن الصحي، كما أصبحت الإنسانية تتخبط في المجهول. إن فيروس كوفيد 19 يمثل حالة منفردة من الإنتشار، فهو حالة إنتشار عالمية مكيف كليا لإصابة الجنس البشري، إنه القاتل الصامت، فلا مفر من إندلاع جائحة الإنفلونزا. إن الأوبئة هي التهديد الأكبر للبشر، ولا توجد حدودا جغرافية لها، كما لا يوجد شخص بمعزل أو بمنأى أو ناجي أو في أمان من وجود هذه الأمراض فمع الجائحة كوفيد 19 أدرك العالم وجود مواطن خلل في الأوضاع الصحي العالمية، حيث أصبحت كل النظم الصحية العالمية يشوبها الضعف فهي تعيش تحديا صحيا كبيرا و صعبا. ما هي الخطط الإستراتيجية الهامة للأمن الصحي لرصد الأمراض و الإستجابة لها و الوقاية منها؟ لمجابهة تحديات الأمراض و الأوبئة لا بد من الإستثمار في جهود الوقاية من الأنفلونزا و مكافحتها والتأهب لها، و ذلك من خلال وضع خطط إستراتيجية قوية و هامة لرصد الأمراض و الإستجابة لها والوقاية منها بمكافحتها و التأهب لها و ذلك من خلال آليات أساسية أهمها : 1--التعزيز الشامل لنظامنا في مجال الرعاية الصحية و ذلك من خلال الجهود الوطنية المخصصة للأمن الصحي و الرعاية الصحية الشاملة. 2-- خلق التوائم في القدرة الوطنية و المواطن بزيادة الوعي اللازم للوقاية من الأوبئة و الكشف السريع عنها و الإستجابة لها. 3-- الحاجة إلى أدوات أفضل لمكافحة الأوبئة و تخصيص ميزانيات أكبر لقطاعات صحية إضافة إلى توفير أطقم طبية مدربة من أجل تعزيز صحة الجميع. 4-- التفكير في أسبوع الصحة الوطني يشارك فيه المختصون و النخب لمعالجة قضايانا الصحية ولمعرفة أسباب الأمراض المنتشرة و كيفية الوقاية منها و سبل العلاج. 5-- لابد من الوضوح الإستراتيجية الذي يسمح لنا بأن نفكر بعمق و أن نبتكر الرؤى لرصد الموارد المالية و البشرية لمجابهة الأمراض. من اللازم اليوم و مع جائحة كوفيد 19 و أن نفكر في نظام صحي قوي و سليم، فلا يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي أدائه و أننا نستطيع أن نعمل بشكلا أفضل في المستقبل، فالعلم يصحح نفسه دائما.
