خلال الأسبوع الممتد من الثلاثاء 09 جوان لغاية الثلاثاء 16جوان نشر الأصدقاء على صفحاتهم وتبادلنا خمس مواضيع تنوعت بين الفن والجماليات وأسئلة المعني، كما كان البعض منها إشارة لبعض المسائل المهمة في تاريخ الثقافة والفكر في الجزائر، وموضوع إشتركت فيه كل من فاطيمة سبع وحسين الزاوي ذو دلالة سياسية.
الموضوع الأول:
كان خاص ببعض الشخصيات التي لها معني ودلالة في الثقافة والفكر في الجزائر يمكن أن نذكر منها الموضوع الذي نشر على موقع Oran une ville un destin والذي خصص لشخصية فكرية مهمة في وهران خاصة وفي الجزائر بل في العالم الإسلامي ويتعلق الأمر بالشيخ الطيب المهاجي حيث يذكر صاحبه ما نصه ) Si Tayeb Al Mahaji né en 1881 et mort le 17 octobre 1969, est un imam et écrivain algérien. Personnalité religieuse éminente d’Oran, il est l’un des fondateurs de l’Association des oulémas musulmans algériens, et un ami de Cheikh Abdelhamid Ben Badis. Il est issu d’une grande famille de savants en théologie. .كما نشره Abdellatif Roman فيديو باليوتوب عن المفكر جاك بارك وهو مقتطف لمحاضرة ألقاها جاك بارك متحدثا كما يقول صاحب المنشور عن مفهومي الثقافة والحضارة برفقة كلا من عبد الله حمدوي والمرحوم محمد حسوس ( حسب المنشور)، وموضوع بنفس الأهمية نشر على صفحة الترجمة لسان العالم خصص لفقيه ( عالم) اللسانيات) عبد الرحمن الحاج صالح وهو كما يشير صاحب المنشور رائد اللسانيات العربية. هذه الشخصيات الثلاث شكلت معالم بارزة في الفكر الجزائري المعاصر كل من زاويته ولكنها لم تنل للأسف الشديد حقها من البحث ويمكنني أن أشير فقط إلى ذلك المجهود المتميز للأستاذ عبد الرحمن الحاج صالح الذي لم يحمل لحد الآن ولا معلم لغوي أو مؤسسة بحثية إسم هذا الرجل. ونحن نحتفي بعيد الإستقلال بعد أيام هل يمكن للسلطة الحالية أن تنتبه لمثل هذه الأسماء.
الموضوع الثاني:
فقد تناول قضايا تتعلق بالفن ومكانة التراث الأدبي والفني والفكر العربي وقد إشترك فيه مجموعة من الأصدقاء ممن نشروا وتبادولوا معنا متشوراتهم نذكر منهم موقع ضفة ثالثة الذي نشر موضوع الموسيقى التي تقاوم كورونا لصاحبه أسعد عرابي والذي يقول ما نصه ( لا يمكن مقاومة هذا الحصار الاكتئابي إلّا بعكسه: "الغبطة الموسيقية" بشمولية أعراقها وأصولها: من ذروة وجد ("سماعي" المقام العربي الإسلامي)، إلى عدمية الكافاليا الهندوستانية، (أو الراغا)، عبورًا من النرفانا البوذية (لواعج الزين واليوغا). ثمّ "الشيش مقام" في آسيا الوسطى (يتجلى في سماعي القوالين)، وهكذا. عبورًا من "كونتربوان" جان سباستيان باخ والباروك، (...) قالوا قديمًا "من شبّ على عادة شاب عليها".
لن أبدأ من مصنفات التأسيس الموسيقي العربي للموصلي (بغداد)، وزرياب (قرطبة)، أو الفارابي (الموسيقي الكبير)، أو الغزالي "آداب السماع" (في إحياء علوم الدين). وإنما من عصر التنوير، أو النّهضة، التي استمرت مع ابن الخديوي إسماعيل (مفتتح قناة السويس)، وهو الملك فؤاد. هو الذي عقد آخر مؤتمر للموسيقى العربية عام 1932 ميلادي، وجعل على رأس قسم الاستماع أعظم موسيقي عالمي معاصر (من أصل هنغاري)، هو بيلا بارتوك. هو الذي بعبقريته التوليفية قاد إلى جدل جوهري حول إمكانية إعادة توحيد الموسيقى الأفقية (اللحنية الشرقية) مع الموسيقى العمودية للبوليفوني، مع استمرار الحوار مع أساطين الأدوار والسماعي والوصلات(...) أحب أن أودع مساهمة موسيقانا عن طريق شراكتها بفن الرقص المحرم حشماوتيًا واجتماعيًا اليوم، أحد أبرز تلاميذ الشيخ محي الدين ابن عربي، وهو مولانا جلال الدين الرومي، الذي استقر نشاطه الإنشادي والصوفي والمولوي في قونية، ليؤكد بأن "كثير من الطرق تقود إلى الحق، أما أنا فقد اخترت طريق الموسيقى والرقص".الراقص الفرنسي الاستثنائي في موهبته "السينوغرافية"، موريس بيجار، ينخرط في "ذوقية" جلال الدين الرومي، ويؤلف فرقته في لوزان، حتى أصبح أشهر راقص محدث وصديق للموسيقى والرقص العربيتين. من أبرز أعماله المطبوعة تلك التي تمثل رحلة موسيقية حول العالم، متضمنة غناء لواعجي صوفي لأم كلثوم.) كما نشر Zouzzi chabi بعض من الرسومات الزيتية ل Jérôme Bosch وهي بعنوان Jardin des délices ما أعجبني في هذه اللوحات وكما علقت عليها أنها تماثل كتاب ألف ليلة وليلة وإذا بموقع France culture ينشر حول لامارتين وتأثير كليلة ودمنة عليه حيث جاء في نص المنشور ما يلي Ce que La Fontaine doit aux Arabes
De nombreuses fables de La Fontaine sont inspirées du recueil "Kalila et Dimna". Ces fables animalières sont d’abord conçues comme un miroir des princes : elles dévoilent un imaginaire politique qui s’étend, au-delà des cours princières, à l’ensemble des élites cultivées du monde musulman médiéval.
يضعنا هذا أمام بعض الحقائق ولعل من بينها ما أثاره كل من محمد عزن في مقال له بعنوان كيف حول الفنان المسلم محاذير الفقهاء إلى إبداع يسر الناظرين على موقع حفريات وفتحي المسكيني في مقابلة تلفزونية نصها الخطي حمل عنوان تراثنا كيف نقرأه في زمن الهزيمة؟ بعث بها أخد الأصدقاء.حيث جاء في المقال الأول ما نصه (ربّما لن تصدق، عزيزي القارئ، أنّ العديد من الفقهاء في مصر، حين زيّنت القاهرة للمرة الأولى بفوانيس تضيء للسائرين في الشوارع ليلاً طريقهم، في القرون الوسطى، ندّدوا وشجبوا هذا الأمر، وعدّوه مخالفاً للإسلام وتعاليم الدين، وأنّه محض بدعة، (...) وإذا كنت قد وضعت بجوارك فنجاناً من القهوة لترتشفه وأنت تقرأ هذا المقال، ربما ستندهش إذا عرفت أنّك كنت لتصبح ملاحقاً قبل قرون قليلة، لو كنت تضع القهوة إلى جانبك؛ لأنّ العديد من الفقهاء الرسميين كانوا قد حرّموها حينها، بدعوى أنّها أشدّ سوءاً من الخمر، إلى أن جاء المفتي الجديد للسلطنة العثمانية، في عهد السلطان مراد الثالث، ليفتي بجواز شرب القهوة، وأنّها حلال شرعاً.على المنوال نفسه؛ في حياتك المعاصرة الآن، ربما تشاهد العديد من الحرفيين والفنانين المسلمين الذين يرسمون صوراً كاملة لرجال ونساء، أو ينحتون تماثيل على هذه الشاكلة، دون أن يتسبب ذلك لهم في أيّة مشكلة، لكن، ومنذ قرون غير بعيدة، كان هذا العمل محرّماً تماماً، وربما يعرّض صاحبه لأشد العقوبات؛ حيث كان الرأي الفقهي قاطعاً في مثل هذه الأمور، ومحرِّماً لرسم، أو نحت، مخلوقات بشرية.) إذا كان هذا هو حالنا، حالة الأزمة، في رأي نحن فعلا في أزمة تحتاج منا لإبداع فنون الحوار لأدل التواصل المبدع لا التواصل الصدامي وهو ما كشف عنه فتحي المسكيني في الحوار المشار إليه والذي جاء في نصه الخطي ما يلي ( "إذا قطعنا مع الماضي، من سيعشق لغة الضاد ومن سيحفظ المعلّقات؟ ومن سيعرف أبا جهل؟ ومن سينصت للقرآن؟ ومن سيحبّ محمّدًا الإنسان؟ ومن سيعتذر للحلاج؟ ومن ستمتعه خمريات أبي نواس، أو زهديات أبي العتاهية؟ ومن سيزور المعري في محبسيه؟ ومن سينتصر لمحنة ابن رشد؟ ومن سيذكر الأيوبي؟ ومن سيحكي ألف ليلة وليلة مرة أخرى؟ ومن سيفهم ابن عربي؟ …هذه ليست قطعًا متحفية متنافرة بل مساهمتنا في التأريخ الأخلاقي للنوع البشري، وعلامات على طريق آخر إلى أنفسنا لم نستعمله لحدّ الآن، من فرط ضجيج المتعصّبين وصراخهم. لن تقبلنا الإنسانية ونحن نجلس إليها بأيدٍ فارغة من الذاكرة.)
الموضوع الثالث:
إشترك يمكن أن نلخصه في فلسفة العيش المشترك حيث نشر أحد الأصدقاء حوار للوك فيري بعنوان : البحث عن السعادة لا يعني الاستغناء عن الحقيقة، كما نشر صديقي محمد جديدي على موقع كوة نصا بعنوان اللامرئي من الفيروس إلى الإله. حيث يبدو أن التصورين يحملان رؤية مشتركة لممكن مستقبلا في تصورنا لمعني السعادة . ففي سؤال هل يُمكن جعل الفلسفة أداةً للتنمية الذاتية؟ تيار فكري جديد ظهر على الساحة: تيار الفكر الإيجابي؟ ما تفسير هذه الظاهرة عندما يُلاحظ الواحد، من وجهة نظر سياسية بسيطة، أن العالم لم يكن يومًا أقرب إلى أزمة عالمية (أزمة في المشرق، أزمة في آسيا، تمزقات اجتماعية في فرنسا…) كما هو عليه الحال اليوم؟) حيث يجيب فيري بما نصه ( لِنَحْذَر من هذه الموضة الجديدة التي -باسم السعادة- قد تجعلك أتعس من السابق! مع انتهاء الشيوعية وانهيار الأيديولوجيات الثورية، وأيضًا سقوط المسيحية التي هيكلت الفضاء العام الأوروبي طيلة قرونٍ من الزمن، لاحظنا أن الاهتمام بالذات، بالصحة، بالعيش الرفيه وبالسعادة قد ارتفع بشكلٍ أُسِّي في القارة العجوز، كما لو أن السعادة أصبحت هي المحور الذي تدور حوله الحياة البشرية، نظريات التنمية البشرية وعلم النفس المُسمى بـ “الإيجابي” المستوردة مباشرةً من الولايات المتحدة الأمريكية تدعونا ليس فقط إلى جعل السعادة هي غاية الوجود الوحيدة، ولكنها تُفسر في كل مكان أنها متاحة لكل واحدٍ طالما أنها تمر أولًا وقبل كل شيء عبر اشتغالٍ على الذات. حَسَبَ هذه الأيديولوجية المتفائلة، السعادة لا تتعلق بحالة العالم الخارجي، بقدر ما تتعلق بحالتنا الباطنية الخاصة، هذه هي الأطروحة الأساسية التي قام علم النفس الإيجابي باستعارتها من البوذية والرواقية، السعادة لا تتوقف سوى على قدرتنا على “الدخول في صداقة من أنفسنا”.أَعْتَقِدُ العكس تمامًا، أي أن لحظات فرحنا تتوقف قبل كل شيءٍ على الآخرين، على أولئك الذين نحبهم، وعلى حالة العالم الخارجي، هذا ما يجعلني أفَضِّلُ الاكتفاء بحكمةٍ أقل تواضعًا. غيابٌ للحزن، هذا في حد ذاته كثير، شواطئ من السكينة تترك الباب مواربًا بتواضعٍ للحظات فرحٍ ينبغي أن نعي جيدًا أنها عابرة، ومهما يكن من أمر، مُتوقفة بشدة على الآخرين أكثر مِمَّا هي متوقفة على كبريائنا الصغير، هذا ما هو مسموح لنا بأن نأمله في هذه الحياة.) وهو نفس الأمل الذي يتوقعه جديدي محمد حينما يعلق دلالة مفهوم البحث عن السعادة غير مصرح به في نصه فيما بين حالة العيش بالفيروس اللامرئي واللامرئي اللامتناهي حيث يقول ما نصه (إذن من هذا اللامرئي، اللامتناهي في الصغر إلى اللامرئي اللامتناهي في الكبر (الإله) تشرئب الأعناق إلى السماء باحثة عن خلاص من المطلق وبعد أن نفدت حلول الأرض والإنسان لم تبق إلا حلول السماء والإله . وعلى أمل أن يأتي الفرج من لامرئي أعلى يزيل به لا مرئي أسفل. يظل المرء مرتبطا باللامرئي وهو معتقد أنه الأقدر على إخراجه من أزمته بعد أن رأى أن المرئي لم يسعفه في مخرج فعال.
حينما نقف على حقائق الذرة والفيروس والإله المطلق وهي كلّها من اللامرئيات، حقائق لا تكشف عن نفسها إلا بقدر ما تنكشف في نتائجها، ألا يثير فينا هذا التساؤل عن الواقع الذي نحيا فيه لدرجة السذاجة ونركن إلى مكوناته وكأنها أصل للحقيقة وهي بخلاف ذلك لأن أبسط وأصغر مكوناته كذّبت اعتقاداتنا الساذجة.هكذا أصبحت حياتنا معلقة ومشدودة باللامرئي في الأرض(الفيروس) وفي السماء(الإله).
الموضوع الرابع:
يتوقف عند منشورات موقع الأغورا حيث نشر موضوعا لموسى عبد الله حول الفلسفة التطبيقية.. لماذا وهو موضوع مهم من حيث أنه يتناول مكانة الفلسفة حاليا ومستقبلا في إشتغاليها بميادين ومواضيع كنا نحسب لوقت قريب هي بعيدة عن التفلسف والعيب أننا كنا مشدودوين لرؤية أحادية في تناول تاريخ الفلسفة. ولكن مع ذلك يجب الإنتباه إلى أننا حينما نقارب الفلسفة التطبيقية فإن زوايا المقاربة تتعدد وعلينا أن نعرف بالضرورة ماذا نريد من التكوين في الفلسفة التطبيقية. وليس ببعيد عما أردنا الإشارة إليه نشر نفس الموقع مقالا متميزا لعبد الله عبد اللاوي حول الرواية والعولمة خصه لتأمل النص السردي للعولمة. كما نشر نفس الموقع مقالا متفردا لموسى سرير بعنوان هيدغر والإنطولوجيا بوصفها فينومينولوجيا حيث تعود أهمية المقال لهذا الإنتقال في فلسفة هيدغر من الأنطولوجيا إلى الفينومينولوجيا وما فتحته من أفق للتفلسف في قضايا يمكن أن نصفها إذا ما سمحت لنفسي بالفلسفة التطبيقية.
الموضوع الخامس:
يمكن أن نجمع فيه ما نشرته فاطيمة الزهراء سبع وحسن الزاوي حيث نشر موقع Algérie-cultures.com وبمناسبة اليوم الطفل الإفريقي موضوع بعنوان La charte africaine sur les droits et le bien-être de l’enfant : l’oubli significatif وبغض النظر عن القضايا المهمة والكثيرة التي أثارتها السيدة سبع وهي التي عملت لمدة طويلة ضمن مؤسسات دولية ووطنية في هذا المجال استوقفتني الفقرة التالية لما لها من أهمية في حاضرنا ومستقبلنا حيث تقول ما نصه (Par l’adoption de ce texte en juillet 1990, les Gouvernements Africains ont manifesté leur volonté politique de renforcer la protection de l’enfant sur le continent. Mais, trente ans après l’adoption de la charte, la situation des droits de l’enfant reste effectivement préoccupante : faible taux de scolarisation, taux élevé de mortalité et de morbidité infantile, pratiques sociales et culturelles néfastes (mutilations génitales féminines, mariages d’enfants), accroissement du nombre d’enfants orphelins et enfants vulnérables dans le contexte du VIH/SIDA et maintenant des différents virus : Ebola, Covid19 …
يبدو بأن القضية الجوهرية لا تتعلق في إفريقيا بالطفل فقط ولكن بمفهوم أوسع أفريقيا اليوم مطالبة بإعادة التفكير فيه إنه مفهوم الشعب وفي هذا الإطار نشر موقع أغورا نصا لحسين الزاوي تحت عنوان مفهوم الشعب حيث يقول في نهايته ( ويمكننا أن نستنج عطفا على كل ما تقدم أننا مع الشعب في مواجهة كلمة تملك سمكا لفظيا لافتا ولكنها تفتقر إلى قاعدة دلالية صلبة) فكيف يمكن لهذا أن يتحقق؟
الصورة الأولى لمدينة لجبال مدينة بجاية نقلها أحد الأصدقاء عن Buzby أما الصورة الثانية فقد نشرها lahrech Molhtar نقلها عن Hadil Boudrbala المنشورة على صفحة les mystère des anciennes civilisation وهي تمثل جمال الطاسيلي.
Image caption
Image caption
كتاب الأسبوع لواحدة من ذوي الإختصاص في مسألة الجماليات الأستاذ رشيدة التريكي نشره Basima Ahmed على صفحته، وهو كتاب قيم بعنوان الجماليات وسؤال المعني. يمكن تحميله على الرابط
https://drive.google.com/file/d/1U_vMMLecjlzphOYB8PVnm_cuEMuoWunv/view
أغنية لمايس حرب أما مش كافر نشرها موقع Ciné-phila يمكن الإستماع إليها على الرابط