03 Jul
03Jul


من أجل مستقبلنا المشترك  

 الأستاذة دراس شهرزاد، جامعة وهران2 

                                       

إن الزمن يبدا دائما مع المستقبل، و التفكير

فيه هو التفكير في ولادة إنسان جديد

من الإنسان المعاصر؛ فصناعة مستقبلا

ناجح مشروطُ بمنهجية منطقية إستباقية

تسطر لنا مستقبلا واعدا و مشتركا

بين الرجل و المرأة.


الإنتقال إلى القرن الحادي و العشرين هو تسارع في الإتجاه نحو تعزيز قيادة المرأة بشكل عالمي و عربي و بشكل خاص جدا جزائري للسلام و الأمن ؛ بعدما تميز القرن الماضي بالدفاع عن حقوقها ، و شهدت حملة المساواة بين المرأة و الرجل تغييرات جذرية و أحرزت تقدما لايمكن انكاره اليوم  حيث نشاهد و نلمس ممارستها الأدوار الكبيرة في جميع المستويات الحياة العامة ، و هذا راجع إلى زيادة وعيها بمشاكلها و عزمها على النضال ضد التمييز و ضد استمرار المظالم و الرغبة في تحقيق الآمال و الطموحا ت ، إلا أن اليوم تعيش الجزائر تغييرا إجتماعيا و إقتصاديا و سياسيا مما يستدعي مواكبة المرأة الجزائرية له؛ فالإنتقال الذي تشهده الجزائر نحو تأسيس لجمهورية جديدة هو تسارع في الإتجاه نحوتعزيز مكانة المرأة الجزائرية و توسيع ترقيتها و التأكيد على تمكينها من كل الحقوقها ضمن كل المسارات ؛ حتى تضن مشاركتها في تأسيس المستقبل مع الرجل للأجيال القادمة؛ أي مشاركتها في تحقيق الأمن و السلام و الرقي للمجتمع و للأسرة.

  • هل التفكير في الجزائر اليوم هو تفكير في المرأة الجزائرية بشكل جديدا أيضا ؟
  • فما صورة المرأة الجزائرية الجديدة ضمن مشروع الجمهورية الجديدة؟-وكيف يمكن ان تكون المرأة اليوم هي المركز و النموذج للغد؟
  • ماهي أدوار المراة في تحقيق التنمية المستدامة و المستقبل المشرق  و المشترك و الامن و السلام الوطني وحتى لعالمي؟

المرأة الجزائرية لا و لم تقف يوما موقف المتفرج منه الازمات و الأوضاع التي مرت بها الجزائر قبل الإسقلال و بعده و حتى اليوم ، و إنما كانت و لازالت متفاعلة مع الظروف و مستعدة لتحمل المسؤولية و بشكل تصاعدي يتناسب مع تطور المجتمع.

المرأة الجزائرية هي قلب الوطن ، و شريكة المسيرة و صاحبة الإنجازات الرائدة في مختلف المجالات ؛ فهي الصورة المشرفة و المشرقة دائما ، فهي النموذج الحضاري الذي يجب أن يتحدى به لموقعها الريادي بمشاركتها في كل مجالات العمل الوطني– الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي -، فتاريخ الجزائر سجل لها أدوارا و إنجازات كمقاومة و مجاهدة و ثورية و   قائدة  ورافضة لكل ظلم و طغيان فلها مسيرة نجاح طويلة حيث سطرت لنفسها تاريخا مجيدا في الصفحات الذهبية لتاريخ الجزائر و ذلك بمحافظتها على هوية دولتها ووطنها الأصلي فهي لم تتخلف يوما عن مشاركتها التفكير و العمل و الإنجاز مع الرجل الجزائري ، فكانت دائما تقف إلى جانبه . تعتبر المرأة الجزائرية فخرا و موضع شرف و ذات بطولات فهي تاريخ و نضال مما جعلها تكتب إسمها بأحرف من ذهب .

هن الذاكرة و هن التاريخ ، هن حراير الجزائر من شهيداتها اللاتي قدمن الزاد و الوقود لتحريرها من المستعمر الفرنسي الغاشم من فلدّات أكبادهن

و أزواجهن و حتى بثرواتهن، فكلهن بطلات يحملن من البطولة و الفداء في رصيدهن ؛ إستمر هذا النضال إلى مابعد الإستقلال فساهمت في عملية البناء و التشييد وفي التنمية رغم و جود الكثير من العراقيل و الرفض خلال السنوات الأولى من الإستقلال، إلا أنها بمثابرتها و إصرارها أثبتت جدارتها و فعاليتها في مختلف المجالات؛ و لايمكن أن ينكر أحد حرصها و مقاومتها للحفاظ على حقوقها المكتسبة بعد نضال طويل و على التماسك الأسري و الاستقرار الاجتماعي في فترة العشرية السوداء و ذلك بمناداتها بالسلم و المصالحة، فهذه المرحلة هي الأصعب التي مرت بها المرأة الجزائرية و فيها أظهرت قوتها و حضورها في كافة مناحي الحياة حيث أن الجزائر كانت في أمس الحاجة إلى إلتفاف جميع أبناءها حولها دون تفريق أو تمييز .

أصبح دورالمراة الجزائرية اليوم هاما أكثر و حاسما مع التاسيس لمبادئ وقيم الجمهورية الجديدة ، خاصة بعدما أثبتت من جديد بمشاركتها القوية و الملموسة و الملتهبة في الحراك الشعبي من أجل تحقيق العدالة و المساواة و في رسم مستقبل مشترك للجزائر مع الرجل حيث قام أبطالها من الشباب حماية المرأة الجزائرية في المسيرات و حراستهن من أي تحرش جنسي أو عدواني، فهي الأخت و الزوجة و الأم و الإبنة، فبالوعي الجماعي المشترك تمكن ابناء وبنات الجزائرمن تحطيم وتن الفساد وتحقيق التغيير، فالمسؤولية كلية ومشتركة بينهم.

فإكتشف الجزائريون أنفسهم في الحراك الشعبي، بأنهم يحترمون بعضهم و بخاصة أثبتوا تقديرهم للمرأة الجزائرية.

أثبتت المرأة الجزائرية ان بطاقاتها السنوية ووعيها العالي و ثقافتها المتنوعة أنها قوة المستقبل، فلابد اليوم من اتستثمار هذا جيدا في بناء المستقبل وذلك بإشراكها وتمكينها في جميع المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية .

المرأة اليوم شريك أساسي للرجل من أجل بناء الجزائر الغد، جزائر المستقبل، فهي الحرة القوية الواعية، كما عهدناها بأدوارها التي تشمل الأسرة و المجتمع معا فهي مربية لجيل المستقبل على الأخلاق الحسنة و التربية السليمة الذي ينعكس أيجابا على أمن و إستقرار الوطن.

تحافظ المرأة الجزائرية دائما على مكانتها ومع هذا التغيير لاتزال كذلك المشاركة في تنمية الدولة الجديدة و على نحو أكثر نشاط و فاعلية، فلا مستقبل بدونها، فالمستقبل مشترك و التفكير فيه أجمل و أرقى. ان تجاوزالمرأة اليوم لكثير من التحديات لايتحقق الا بالتناغم و التكامل بينها و بين الرجل، و لايكتمل إلا بضرورة توفير الفرص المختلفة لكليهما حتى يقوما بأدوارهما على أكمل وجه.

إن نضالات المرأة الجزائرية مستمرة ، ولتحقيق أهدافها و نجاحاتها لابد من وجود إرادة سياسية واضحة تمكنها من ذلك حيث أثبتت دورها الريادي في التنمية ودون أن تنقص من مكانة الرجل الذي هو شريكا لها، و الداعم الأساسي لتحقيق أدوارها من أجل مستقبل مشرق الذي يعد مسؤولية مشتركة بينهما؛ اليوم هو بداية لعقلنة جديدة و هو البدء في تحويل الأقوال إلى الأفعال حيث الزمن يبدأ دائما مع المستقبل الذي هو زيادة جديدة في المسؤوليات الملقاة على عاكف كل مواطن و مواطنة وعليه فإن مشروع بناء الدولة الجديدة مشروط بالحرص على تطبيق و تنفيذ جميع الإعتمادات المقترحة و البرامج التي تعزز البعد السنوي المتميز و خاصة نشاطها في القضاء على أشكال التمييز القائمة على الجنس، و ضمان تكافؤ الفرص و تشجيع الفتيات و الشباب على مشاركتهن الكاملة في الحياة الاقتصادية و السياسية والاجتماعية و الثقافية مع مراعاة إحتياجاتهن و مصالحهن و مساهمتهن بوجهات نظرهن في تحسين أوضاعهن و الذي يقتضي تغيير العقليات إتجاههن مع التأكيد على أبرز أدوارهن الحقيقية في جميع مناحي الحياة.

لتحقيق مستقبل مشرق و مشترك لابد من التأكيد على إعادة النظر في وضع القضايا المتعلقة بالنساء في سياق المشكلات الشاملة للمجتمع التي ترتبط بها، حتى نحقق ذلك فاننا مقتنعون انه لا بمكن أن نقدم أسهاما ناجحا لمشروع المستقبل المشترك إلا في إقامة مساواة فعلية في الحقوق بين الجنسين.

أهدي هذه الورقة

  • إلى كل امرأة أعدت جيلا طيب الأخلاق.
  • إلى كل امرأة مهما تبدلت مهامها و أدوارها ظلت بروحها هي هي تجمع كل الصفات الجميلة و الحميدة.
  • إلى كل امرأة يحذوها الأمل واثقة الخطى لا تنظر إلى الوراء.
  • إلى كل امرأة قدمت روحها في سبيل تحديد وطننا الغالي الجزائر.
  • إلى كل امرأة عُذبت و إعتقلت في السجون من أجل حريتي و إستقلالي و من أجل مستقبل مشرق لكل فتاة في بلادي.


 إلى كل امرأة في وطني، أقول شكرا يا حراير بلادي..


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة